علي الرافضي عضو مميز
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 31/01/2011
| موضوع: مواعظ الإمام الرضا ببليغ الكلام وقصار الحكم الإثنين فبراير 07, 2011 2:07 pm | |
| علمنا وعملنا بنور حكم الإمام الرضا وهداه : قد عرفنا يا طيب : إن الله تعالى قد مكن ولي دينه وإمام المؤمنين من معارف دينه القيم كلها ، فهو لا ينطق إلا بالصواب ولا يتكلم إلا بالحق ، وبما يكون فيه الصلاح والفائدة للمؤمنين وللناس أجمعين ، فهو الراسخ بالعلم الإلهي ووارث الكتاب القرآن المجيد ومعارفه ، وتفسيره وتأويله ، ومحكمه ومتشابهه ، ومجمله ومفصله ، ومطلقه ومقيده ، وناسخه ومنسوخة ، ومنه تؤخذ أحكام الله ومعارفه الإيمانية بالأصول وعقائد الدين ، والفروع من الأحكام العملية التي شرف الله الناس بها ، وفي جميع مجالات الحياة ، ومن كل تصرف له وقول ينقل عنه ، لأنه إمام مفترض الطاعة وولي الدين العالم بكل هدى الله ، والإمام معصوم من الخطأ ليقتدي به المؤمنون بكل حال له من علم وعمل .ثم إنك قد عرفت يا طيب : إن الله حكى في كتابه المجيد عن قصص بعض الأنبياء وأقوالهم وأحوالهم مع أممهم ، وقسم لم يقصص ذكرهم ولم يُعرفنا أقوالهم ولا أحوالهم ، وقسم جاء بعض حالهم أو قولهم بالإشارة ، وذلك إما لكون دور النبي الكريم من أولي العزم والرسل ، أو لأنه له مجادلات وبحوث كثيرة لتعليم قومه فيذكر الكثير عنه ، أو لأن النبي فترته قصيرة مع قومه ومحاجاته معهم قد أغنى عن ذكرها قصص بعض الأنبياء ، أو أحكامهم منسوخة فلم تذكر فضلا من أن يكون قد ضيق عليهم من حاكم زمانهم ولهم أصحاب قالوا وقصر دورتهم في بيان الهدى . وهكذا حال الأئمة عليهم السلام : من آل محمد بعد نبي الرحمة صلى الله عليهم وسلم ، ودورهم في تأريخ الدين الإسلامي ، فمنهم من قل النقل عنه مع طول مدة إمامته نسبينا لمنع الناس من الاتصال به من قبل حاكم زمانهم ، وإنه كان مضيق عليه بشبه الإقامة الجبرية ، وهو كما حدث للأئمة من أبناء الإمام الرضا الإمام محمد الجواد وأبنه الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري بل والإمام الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وهكذا كان الحال مع الإمام الحسن والحسين عليهم السلام .وأما الإمام علي عليه السلام : بعد النبي الأكرم فقد ضيق عليه ومنع الناس من الاتصال به ، ولكن كانوا يحتاجوه فيستشيروه أو يصادف مواقف يتكلم بها فيذكر معارف الله لأوليائه من أصحاب النبي المخلصين الثابتين معه ، فضلا عن توفر أربع سنوات من الحكم له نقالوا عنه معارف جمة أحيت معارف الدين وكل ما يحتاجه المؤمنين ، وتناقلوا أقواله وفضائله في الهدى حتى عرفها القاصي والداني والموافق والمخالف ، وأما الإمام علي بن الحسين عليه السلام ، فعرفنا آداب العبادة والدعاء وكثير من مسائل الأخلاق ومعارف يحتاجها المؤمنون بأسلوب آخر سد فيه فراغ هذه المعارف .وهكذا تهيئة فتره حسنه للبيان : وتعريف الدين وشرح هدى الله بالدليل والبرهان والحجة التامة للإمام محمد الباقر وللإمام جعفر الصادق وللإمام موسى الكاظم عليهم السلام في زمان ضعف الدولة الأموية ، أو حين انتقال الحكم للدولة العباسية وفيها بعض الشيء ، ولكن في أواخر زمان إمامة الإمام الكاظم ضُيق عليه حتى سجن وأستشهد في السجن عليه السلام .وأما زمان الإمام الرضا عليه السلام : فكان في بعض أول وقته مضيق عليه ، ولكن للظروف الطارئة بحدوث ووجود الطائفة الواقفية ، كان الإمام الرضا عليه السلام موقف آخر بحيث أقدم مع شدة الظروف على الكلام وبيان حقه ، فضلا عن انشغال الحكومة فترة من الزمن عنه ، ثم بعد ذلك وقعت حرب بين حاكمي زمانه الأمين والمأمون ، ثم توليه ولاية العهد للمأمون وعقد مجالس الاحتجاج معه ، فضلا عن وضيفة الإمام لبيان الأحكام وتوفر فترة من الزمان والأحوال حسنت له ، فأقدم عليه السلام لتعريفنا هدى الله وشرح معارف دينه وبيانه ، وإن الإمام كان عليه السلام لم يألوا جهدا في بيان معارف الله في كل فرصة سنحت له وزمان مناسب توفر ، وكان له في كل مقام مقال حسنه يُعرف به دين الله تعالى بأفضل البيان وأحكم البرهان .ولذا نقل عن الإمام الرضا عليه السلام : كثير من الحديث في معارف الدين وشرحه ، حتى جُمع له كتاب في الفقه باسم الإمام الرضا وكتاب باسم طب الإمام الرضا ، وكتاب عيون أخبار الإمام الرضا ، وغيرها ، وقد جمعنا قسم منها إن وفقنا الله سوف نجعل قسم منها في جزء خاص ، ولكن لما كان هذا الجزء من صحيفة الإمام الرضا عليه السلام في بيان إمامته وسعة علمه ومكارمه وفضله وعلو شأنه في المعارف الإلهية ، وبعض أحواله في الاحتجاج في ردع من توقف عن إمامته ، وشرح أحواله الخاصة في نفسه وسيرته وسلوكه .حببنا أن نذكر : بعض قصار الحكم للإمام الرضا عليه السلام ، وبعض أقواله التي فيها معارف عالية في الهدى وتثبيت الإيمان والخلق الكريم ، دون معارف الأحكام الفعلية البحتة التي تذكر في الفقه ، وجعلناها بعدد اسمه الكريم علي عليه السلام بعدد مئة وعشرة ، وسوف نجعل الجزء الثالث من صحيفته عليه السلام بعدد ألف واحد بعدد لقبه الكريم رضا عليه السلام إن شاء الله ، وننقل الحكم في هذا الباب عنه عليه السلام عما ذكره ورواه :الشيخ الثقة الجليل الأقدم : أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني رحمه الله في كتابه تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن باب ما روي عن الإمام الهمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، وذكرها عنه العلامة محمد باقر المجلسي قدس الله سره في كتابه بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار في الجزء 71 وفق المنشور في موقع الكوثر والجزء 78 ص 334في الباب 26 ح1 المطبوع والمختص بمواعظ الرضا عليه السلام ، والجزء 75 المدرج في القرص المضغوط لنور 2 . هذا وأسأل الله تعالى : أن ننتفع بها وتهبنا مكارم الأخلاق وحسن السيرة والسلوك المتعقل الذي يظهر به المؤمنون المتدينون ، والذي هو أس الهدى وأول ما يتجلى من حال العارفين بأحكام الدين ، وعن إيمان يظهر من كل حركة لهم وفعل وقول ، فإنهم تبع لأئمة دينهم وطيبهم وطهارتهم ، حتى يكونوا معهم في كل علم وعمل من دين الله وهداه الحق ، ونسأل الله عز وجل : أن يصدقنا الإخلاص له بمعارفه التي تعلمناها من الإمام الرضا وآله الكرام حتى يرضى عنا ويجعلنا معهم في أعلى مراتب الملكوت ومراقي الكمال عنده ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين . | |
|