بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى وسلم على محمد وآل محمد
إن علائم الظهور المحتومة هي خمس كما في الرواية
عن عمر بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (قبل قيام القائم خمس علامات محتومات: اليماني ،والسفياني ، والصيحة ، وقتل النفس الزكيه ، والخسف بالبيداء
********
وكذلك الحديث المروي عن أبي عبد الله عليه السلام
(قلنا له السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، والقائم من المحتوم ، وخسف البيداء من المحتوم ، وكف تطلع من السماء من المحتوم ، والنداء ، فقلت وأي شيء النداء؟ فقال: مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه
********
وهناك روايات عديدة وكثيرة تحدد هذه المحتومات الخمس حتى أن هذه النصوص بلغت حد التواتر
إن العلائم المحتومة ، هي الأخبار التي لا بدّ من تحققها، وهي التي تحدث قطعاً ولها أشد الارتباط بالظهور ،وتكون مقارنة لظهوره (عليه السلام).. ولا علاقة للبداء فيها ، باعتبار أن البداء في المحتموم ينافي حتميته ،لأن معنى البداء في الشيء هو العدول عنه ، فحتمي الوجود
يصبح بواسطة البداء غير حتمي وكذلك العكس
********
وهذا رأي معظم أساطين العلماء: كالسيد أبي القاسم الخوئي والسيد جعفر مرتضى العاملي والشيخ الطوسي حيث قال في غيبته: " .. والضرب الآخر هو ما يجوز تغيره في نفسه ، لتغير المصلحة عند تغير شروطه ، فإنا نجوز جميع ذلك ، كالأخبار عن الحوادث في المستقبل ، إلا أن يرد الخبر على وجه يعلم أن مخبره لا يتغير ، فحينئذ نقطع بكونه ، ولأجل
ذلك قرن الحتم بكثير من المخبرات ، فاعلمنا أنه مما لا يتغير أصلاً ، فعند ذلك نقطع به" .. وعليه نؤكد أن العلامات المحتومه لا يبدو لله فيها
********
وعن عبد الملك بن أعين قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فجرى ذكر القائم (عليه السلام) فقلت له: (أرجو أن يكون عاجلاً ولا يكون سفياني فقال: لا والله ، إنه لمن المحتوم الذي لا بدّ منه
********
عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام): (إن من الأمور أموراً موقوفة وأموراً محتومة ، وإن السفياني من المحتوم الذي لا بدّ منه
********
عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال (من المحتوم الذي لا بدّ أن يكون من قبل قيام القائم: خروج السفياني وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكيه والمنادي من السماء
********
وهناك أحاديث كثيره تذكر هذه العلامات الخمس ، وتؤكد على حتميتها ، أي تحقق الخبر فيها ،وذلك باكتمال شرائطه وفقد موانعه وتمامية عناصر علته
إن المحتومات الخمس من آكد العلامات ، وأوثقها وأمتنها رواية..والقول بعدم تدخل البداء فيها هو الرأي الراجح.. وبافتراض تدخل البداء فيها (الرأي الآخر) أي تغير إحدى هذه العلامات الحتمية الخمس ، فمثلاً: محو صورة السفياني ، مما سيؤدي الى محو صورة الخسف باعتبار الخسف بجيشه ، كما سيؤدي محو السفياني الى محو الأصهب والأبقع وربما معركة قرقيسيا أو بعض منها ، وكذلك فتنة الشام ، وفتن العراق ، وحتى جزء كبير من صورة اليماني والخراساني وغير ذلك ، مما سيمحو أغلب علامات الظهور .. لذا نؤكد على أن المحتوم لا يبدو الله فيه
"والله اعلم بذلك"
ولا تنسونا من صالح الدعاء