لمّا زُفَّت فاطمة الزهراء (ع) إلى أمير المؤمنين (ع) وأدخلهما النبي (ص) إلى بيتهما، رفع يديه إلى السّماء قائلاً: "يا ربَّ، إنّك لم تَبعث نبياً إلا وجعلت له عترة، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة".
قال أمير المؤمنين (ع): "دخل علينا رسول الله (ص) ذات يوم، فذهبت لأنهض، فقال لي: "مكانك يا علي، إنّك في فراشك رحمك الله، ثم دخل معنا في الدّثار، وكانت فاطمة نائمة فاستيقظت، وبينما نحن كذلك إذ بكى رسول الله (ص) فبكت فاطمة لبكائه، وبكيت لبكائهما، فقال (ص): "أتاني جبرئيل فبشرني بفرخين يكونان لك، ثم عزّيت بأحدهما وعرفت أنَّه يقتل غريبًا عطشانًا.
فبكت فاطمة (ع) وعلا بكاؤها ثم قالت: "يا أبه، لِمَ يقتلونَه وأنت جدُّه وعليٌّ أبوه وأنا أمه؟ فقال رسول الله (ص): "يا بنية، طلب الملك، أما إنَّه ليظهر عليهم سيف لا يغمد إلاّ على يد المهدي من وُلدك، يا عليّ مَن أحبّك وأحبَّ ذرِّيتك فقد أحبّني، ومن أحبّني أحبَّه الله، ومن أبغضك وأبغض ذرّيتك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، وأدخله الله النار