عقيدتنا (6)

عقيدتنا (6)
القيادة الفكرية:
الافكار الحياتية او السلوكية منها افكار مرتجلة لاتقوم على اساس ولا يجمعها نظام ولانهج تفكير موحد ولذا تكون عرضة للتناقض او الاختلاف وعاملا من عوامل شقاء الانسان وانقسام المجتمع وانشطار شخصية الفرد ومنها افكار تنبثق عن قاعدة واحدة وتتسق على العموم بحسب منهج فكري معين وبهذا تكون –مثل هذه الافكار-صحيحة اذا كان اساسها متينا ومنهجها الفكري سليما من كل عيب وتكون خاطئة اذا كانت قاعدتها التي تقوم عليها خاصئة , او كان المنهج الفكري الذي قامت بموجبه غير صحيح ويطلق على القاعدة الفكرية التي تنبثق عنها – او تبنى عليها – الافكار الحياتية اسم العقيدة او القيادة الفكرية
ان الافكار الحياتية افكار اساسية بمعنى انها الاساس لجميع تصرفات الانسان في الحياة لذا لايوجد أي فكر يصلح ان يكون اساسا لها وقاعدة مركزيه لاتجاهها سوى العقيدة او الفكر الكلية عن الوجود الذي يقع في مجال ادراك الانسان تكون افكار سطحية او تعاليم هائمة قد تحصر نشاط الانسان في حدود ضيقة تشل من طاقاته الحيوية وتفسد مشاعره وتتلف اعصابه وقد نطلق له العنان ليستمتع بالحياة وزينتها باي طريق فيفسد في الارض او يسقط في هاوية الفوضى والتنكر لحقوق الاخرين وقد تدفع الانسان في اتجاهات اخرى بدون مبرر او سند فكري
والناظر في المباديء والمذاهب الاجتماعية التي تسود الذهنية والانسانية اليوم يجد ان كل واحد منها ينبثق عن قياده فكرية او افكار ذات صلة وثقى بابحاث العقيدة فالنظم الاسلامية تقوم على اساس العقيدة الاسلامية والنظم والمفاهيم الماركسية المسماة بالمادية الديالكتيكية اما النظم والمفاهيم الرأسمالية على اختلافها في الفروع والاشكال فانها قائمة على اساس من الحريات الديمقراطية الشكلية وبضمنها فصل الدين عن الحياة أي عدم نكران الدين صراحة من جهة فكرية وابعاد احكامه ونفوذه عن المجالات العلمية
واخيرا اود ان اشير الى ان العقيدة اذا اخذت مجردة عن كل ما يتعلق بها من الوعي والشعور فانها تصبح مجرد فكرة فلسفية عقيمة او مجموعة افكار لاحياة فيها وبذا لاتصلح ان تكون قيادة فكرية اقصد ان القيادة الفكرية عقيدة عقلية مع كل ما يرافقها في ذهنية اصحابها من الشعور والوعي ومناهج الفكر؟