مشاكل البحث التاريخي
أن البحث التاريخي اهتم به المسلمون وأصحاب الأديان بوجه خاص لكونهم يحتاجونه في أحكامهم الشرعية وهذا شيء مهم بالنسبة لهم ولكن البعض منهم حمله بما يحم من تناقضات وشبهات وأفكار وبعضهم أثر عليه من حيث يعل أو لا يعلم حتى أصبح معقد وهو يتصور انه أفضل الناس والبعض رفضه جمله وتفصيلا ولكنه من حيث الفكر وليس من حيث التطبيق لكونه ما دام يتمسك بالعلم فان لكل علم تاريخ ولكننا نقصد بالتاريخ الإسلامي على وجه الخصوص الذي أثر وفرق الناس إلى مذاهب وأشياع وفرق ومدارس وتوجهات
ولعل ابرز مشاكل البحث التاريخي التي تؤثر على سلامة المعلومات والحادثة ودقتها هي :
1- الدس والتزييف في المصادر
2- بروز العنصر الذاتي في البحث التاريخي وفرض بعض الباحثين آراءهم الشخصية وانتماءاتهم السياسية غير المتطابقة مع محتوى السنة وإرشادها وجر الإحداث ووقائع السيرة إلى ما يكرس قناعتهم ولا يتعارض معها
3- التعارض بين المنقولات وصعوبة تمييز الصحيح منها
4- الغفلة والأخطاء وعدم الضبط عند بعض المؤرخين والرواة
5- تأثر الحدث والخبر والقضية بالظرف السياسي الذي دونت فيه الحوادث والروايات
6- ضياع بعض المصادر والوثائق وعدم وصولها إلينا
وعلى الرغم من تلك الصعوبات فان بين أيدينا الآن حقائق ووثائق وأدلة تاريخية وتوضح لنا السيرة والسنة النبوية وتكشف لنا الحقيقة وتضيء جوانبها المختلفة
ويحتاج الباحث والقارئ والمتلقي لتلك الحقائق أن يكون منصفا مستمعا لكلمة الحق مجردا عن هوى النفس والعناد والتعصب لغير الحق والإصرار على ما آمن به وتلقاه بصورة غير أمنية
إننا بحاجة إلى الواقعية والموضوعية والأمانة العلمية عند بحث التاريخ ودراستها وتجريدها من المدسوسات والتلاعب – القديم منه والحديث- وخصوصا المحاولات التخريبية التي قام بها المستشرقون وما زالوا يقومون بها ويواصلونها لتحريف الحقيقية التاريخية وتزوير تاريخ الأمة ومجدها المشرق
ومن المؤسف حقا أن يتخذ بعض الكتاب والأساتذة والمثقفين من المستشرقين وكتاباتهم في التاريخ الإسلامي وسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مصدرا لمعارفه وأساسا لدراسته وأبحاثه.